Dp د. أحمد خالد توفيق يكتب: المدية الفضية (الحلقة الثانية)
الرئيسية > ثقافة > ثقافة وأدب > د. أحمد خالد توفيق يكتب: المدية الفضية (الحلقة الثانية)

د. أحمد خالد توفيق يكتب: المدية الفضية (الحلقة الثانية)

أسجاآر الرهيب.. يشق طريقه وسط المدافعين عن المدينة، وهو يطير الأعناق يمينًا ويسارًا


أسجاآر الرهيب يطير الأعناق يمينًا ويسارًا (رسوم: فواز)

أسجاآر الرهيب.. غازي الشمال القادم من حيث تتجمد الحلوق من الصقيع..
أسجاآر المتوحش الذي يطير الرقاب بضرباته..

يشق طريقه وسط المدافعين عن المدينة، وهو يطير الأعناق يمينًا ويسارًا..
ثلاثة أشهر من الحصار تنتهي الآن. وأسبوع كامل قادم من السلب والنهب..
هذا الباب الخشبي يحاولون غلقه.. يركله بقدمه ليفتحه..
يقف على الباب ويعوي كالذئاب..

يرى حطابًا مذعورًا في منتصف العمر يحمل بلطة ويسد الطريق عليه.. في الخلف زوجة بارعة الحسن في الأربعين من عمرها تفرد يديها محاولة أن تحجب طفلًا وفتاتين مراهقتين خلف ظهرها..
كوخ حقير هو.. لا يوجد فيه ما يُسرق..
لكنه يمثل إغراء قويًا له.. هنا الكثير من الدم والخوف..

والحطّاب الذي يحمل البلطة.. يا لك من أبله! حتى والبلطة في يده يبدو واهنًا وضحية جاهزة.. يحمل البلطة وهو يعرف أنه سيُهزم..

طار السيف في الهواء ليشطر مقبض البلطة الخشبي، ثم هوى فوق عنق الحطاب..
الزوجة تصرخ في هستيريا.. بينما أسجاآر الرهيب ابن أودين يتقدم فوق جثة الحطاب لينال ما يعتبره حقًا له..
حاول الطفل أن يعضّه في يده وركله لكنه تخلص منه فورًا..
وهنا سقط شيء على الأرض..

شعرت به الزوجة وهي تقاوم.. ما هذا الشيء؟ يبدو كمدية فضية.. شيء ثمين كما يبدو لا بد أن هذا الوحش الشمالي قد سرقه من أسرة أخرى..
وكان حلق الرجل على بعد سنتيمترات منها..
حرّكت المدية بسرعة..

ولم تصدق أنها أحدثت هذا كله.. الوحش المفزع.. التنين يتهاوى.. الدم يتفجر كنافورة من عنقه.. يرتجف.. ينظر لها بعينيه الزرقاوين المفترستين غير مصدق..
هذا لا يحدث لي!
لا تستطيع زوجة حطاب أن تقتل أسجاآر الرهيب ابن أودين..
ثم تهاوى بلا حراك..
للحظات ظلت الزوجة وسط الدماء تلهث وبنتاها تنشجان بلا توقف..
أخيرًا تحسست المدية الغريبة.. لا أعرف كيف أتيت في يدي لكنك منحتني الانتقام.. والنجاة..
 
****************

تعالي يا إليزابيث..
هل انتهيت من تفتيش إيرين؟ لم تجدي شيئًا؟ هذا لحسن حظي أنا؛ لأنني ما كنت لأتحمل أن تموت أمامي..
لا أريد أية أعذار ولا أريد من يدافع عن نفسه..
كلنا متهم وكلنا سنحاول إثبات براءتنا الليلة..

أنتم تعرفون طقوس قسم الدم.. لقد أديناه من قبل أمام بوريس العجوز.. كان هذا منذ أعوام وكان مخيفًا كما تذكرون..
يومها قال لنا: من يحنث بهذا القسم سوف يموت فورًا..
سوف نكرر هذه التجربة الليلة.. تقدم يا كارل..
أنت تعرف الطقوس.. قف في وسط القاعة.. تقدم إلى الواجهة التي كانت فيها المدية الفضية.. ابدأ!!
 
يُتبَع

اعلان