Dp د. أحمد خالد توفيق.. Mutilated.com (الأخيرة)
الرئيسية > ثقافة > ثقافة وأدب > د. أحمد خالد توفيق.. Mutilated.com (الأخيرة)

د. أحمد خالد توفيق.. Mutilated.com (الأخيرة)

كنت مقيدًا في وضع غريب على الأرض جوار شجرة.. وكان الظلام دامسًا


قلادة قرن الشطة! لماذا ارتديتها اليوم؟

كنت مقيدًا في وضع غريب على الأرض جوار شجرة.. وكان الظلام دامسًا..
أدركت أن شريطًا لاصقًا على فمي كذلك..

لكني أرى هذا الشخص الذي ينحني عليّ وبين أسنانه كشاف مضيء.. تأثير غريب فعلاً يجعله كأنه تنّين يبعث الضوء من فمه..

كان يلهث في استمتاع.. يلهث في انفعال.. يلهث من الضغط العصبي..
لما رآني أحاول الحركة، قال وهو يعرّي كمي:
ـ “صبرًا.. سوف أجد الوريد حالاً!”

كان الكلام يخرج غريبًا مشوهًا؛ لأن الكشاف بين أسنانه.. لكني سمعت لفظة (وريد).. وريد؟

قال وهو يُخرج قناة وريدية وجهاز محلول من حقيبة صغيرة:
ـ “معذرة.. لا بد من تفسير قبل أن تموت.. هذا حقك..”
ثم راح يبحث عن وريد يثبت فيه القناة الوريدية على ضوء الكشاف.. أي!:
ـ “وجدته.. لا مؤاخذة.. أنا مولع بالقتل.. يمكنك القول بأنني سفاح تتابعي يبدأ العمل.. ولأنني طبيب تم فصله من النقابة، فقد قررت أن أتسلى.. أقتل الناس بأساليب طبية مختلفة.. اليوم دخلت هذه الحديقة بحثًا عن ضحية مناسبة، فقادك قدرك لي… في الظلام.. ضربة على مؤخرة عنقك ثم نبدأ الحفل.. هل تعرف كيف سأقتلك؟”

قلت من وراء الكمامة:
ـ”مم ممف.. مف مف”

أي باختصار:
ـ “سوف تثبت قناة وريدية وتنفخ الهواء فيها حتى أموت بسدة هوائية!”

هذا واضح وسهل..
مدّ يده إلى التي شيرت وأشار إلى الصدر الممزق، وقال:
ـ “من مزّق هذا التي شيرت؟ كأنك كنت ملتحمًا مع نمر قبل أن أراك!”

جثة غادة هناك تحت شجرة.. لن يراها أحد قبل الغد.. وسوف تصير هذه الحديقة حديقة أشباح يخاف الأطفال المرور جوارها…

يد السفاح تتحسس عنقي ثم يقول:
ـ “جميلة هذه القلادة.. على شكل قرن شطة.. سوف أتركها لك!”

قلادة قرن الشطة! لماذا ارتديتها اليوم؟ كانت موجودة في صور مصرعي.. الموقع يتصرّف بدقة عظيمة.. إن موقع Mutilated.com يحترم روّاده فعلاً…

لقد نشر الموقع صورًا لجثتي من قبل، وهو لا يقبل أن يكذب على القراء بصور زائفة.. لهذا أرسل لي هذا السفاح بشكل ما..

من يدري؟ ربما لم تكن غادة خطرة.. ولربما تلاعب الموقع بي ليجعلني قاتلاً مرة وجثة مرة أخرى.. لقد تواجد قاتلان في هذه الحديقة في ليلة واحدة..

السفاح يقرّب فوهة جهاز المحلول من شفتيه بعد ما أبعد الكشاف..

يقول وهو يأخذ نفسًا عميقًا:
ـ “استعد.. سيكون هذا مؤلمًا جدًا؛ لأن السدة الهوائية ستصل للعضلات والرئة والشرايين التاجية.. أي أنك ستتلوى كدودة تحترق… لا تقلق.. سيكون الموت سريعًا.. رحلة طيبة يا صاحبي… هوف ف ف ف ف ف ف ف ف ف!”.
                                                                                                                            تمّت

الحلقات السابقة:
د. أحمد خالد توفيق يكتب.. Mutilated.com (الأولى)
د. أحمد خالد توفيق يكتب.. Mutilated.com (الثانية)
د. أحمد خالد توفيق يكتب.. Mutilated.com (الثالثة)
د. أحمد خالد توفيق يكتب.. Mutilated.com (الرابعة)
اعلان