Dp أفلام الحافظة الزرقاء.. إنهم يقتلون الجياد.. أليس كذلك؟
الرئيسية > كلام في الفن > سينما > أفلام الحافظة الزرقاء.. إنهم يقتلون الجياد.. أليس كذلك؟

أفلام الحافظة الزرقاء.. إنهم يقتلون الجياد.. أليس كذلك؟

موضوع الفيلم مرح جداً.. مسابقة رقص؛ لكن عندما تقام المسابقة في ألعن وقت ممكن، وعندما يكون المتسابقون مجموعة من الجياع المفترض منهم أن يسلّوا السادة الأثرياء المتخمين؛ فإن مسابقة الرقص تتحول إلى كابوس.


المخرج الأمريكي

أخرج الفيلمَ مخرج أمريكي مهم هو “سيدني بولاك”، الذي اشتهر بأفلام “الخروج من إفريقيا” و”توتسي” و”الشركة”. السيناريو كتبه جيمس بو عن قصة لهوراس ماكوي بنفس الاسم.

هناك أفلام كثيرة جداً تتناول فترة الركود الاقتصادي الأمريكي في ثلاثينيات القرن الماضي، وهي الكارثة التي أدت بأُسَر كثيرة إلى البطالة والجوع. فيلم اليوم يدور في هذا الوقت الكئيب.

موضوع الفيلم مرح جداً.. مسابقة رقص؛ لكن عندما تقام المسابقة في ألعن وقت ممكن، وعندما يكون المتسابقون مجموعة من الجياع المفترض منهم أن يسلّوا السادة الأثرياء المتخمين وهم يلتهمون العشاء؛ فإن مسابقة الرقص تتحول إلى كابوس.. أبداً لن تكره الرقص كما سوف تكرهه بعد رؤية هذا الفيلم..

منذ بداية الفيلم والتترات نرى لقطات من طفولة البطل، فنفهم معنى العنوان الغريب.. حصان منهك يتم إطلاق الرصاص عليه.. تتكرر هذه اللقطة مراراً، وكذلك سنرى لقطة قصيرة تتكرر لمصرع “جين فوندا” على سبيل الفلاش فورورد الذي يطلعنا على لمحة من المستقبل.

 

شاهد تترات البداية هنا


بطل الفيلم المفلس مايكل سارازين، الذي يحلم بأن يعمل في مجال السينما، يسمع عن مسابقة كبرى للرقص في لوس أنجلوس.. قاعة فاخرة اسمها “لا مونيكا”. ستكون رفيقته في الرقص الفتاة “جين فوندا”.

جائزة المسابقة 1500 دولار، وهو مبلغ مروّع بالنسبة لهؤلاء المفلسين.. فقط عليك أن ترقص بلا توقف وتصمد.. من سيظلّ على قدميه حتى النهاية هو الفائز.

نتعرف مجموعة الراقصين.. منهم الممثل الكوميدي المسن “رد باتونز”، والحسناء سوزانا يورك، التي تحلم بأن تصير ممثلة إغراء.. هناك كذلك عامل زراعي بسيط وزوجته الحامل.. كلهم دفعتهم الفاقة إلى أن يصيروا فقرة لتسلية الأثرياء.

تبدأ مسابقة الرقص، ويتم استبعاد الراقصين الأضعف بسرعة..

ليس الموضوع موضوع رقص فحسب.. هناك مسابقات هرولة عبر حلبة الرقص وتجري تصفيات لمن يتقاعس أثناء السباق.. الخلاصة أن هذه دوامة من الألم تبدو بلا نهاية..

هكذا يُصاب البحار بنوبة قلبية تقتله؛ لكن زميلته تجرّه جراً وهو يحتضر؛ لتعبر به خط النهاية. وتستمر مسيرة العذاب ويتزايد استمتاع الأثرياء.

 

شاهد هذه اللقطة هنا


الآن الاقتراح الجديد هو أن يتزوج الرجل والمرأة أثناء الماراثون. ترفض جين فوندا هذا العرض المهين، وهنا يضطر منظّم السباق إلى أن يصارحها بأن الموضوع كله خدعة.. لقد تكلف الماراثون الكثير، لهذا سوف يتم خصم النفقات من الجائزة.. معنى هذا أن ما سيبقى للفائز صفر تقريباً.
إنها الهزيمة.. كل هذا الصراع بلا جدوى.. هكذا تنسحب جين فوندا من السباق مع رفيقها..

تجلس معه في غرفة خالية بينما صخب المسابقة في الخارج. إنها لا تريد أن تعيش.. تخرج مسدساً وتصارحه بأنها لا تجسر على إطلاق الرصاص على رأسها..

يسألها عن سبب رغبتها في الانتحار، فتقول في وَهَن:
ـ”إنهم يقتلون الجياد؟ أليس كذلك؟”

لقد راهنت بكل حياتها على هذا السباق؛ فلما أدركت أنه خدعة عرفت أنها حصان خاسر.. لم يعد أمامها سوى الموت..

يتناول مايكل المسدس ويصوبه على رأسها.. تنطلق الرصاصة فتسقط بالسرعة البطيئة مع ذات اللقطات التي كنا نراها في بداية الفيلم ولا نفهمها.. وهذه هي الكلمات التي يفسر بها للشرطة سبب قتله لها..

 

شاهد هذا المشهد القاسي هنا

 

ينتهي الفيلم دون أن نعرف أبداً من الذي فاز في النهاية.. لا يهم من فاز فالجميع خاسرون..

كان من المخطط للفيلم أن يكون من إنتاج تشارلي شابلن، ونورمان لويد. وهو مشروع قديم أجهض عدة مرات.. وعادت الفكرة للظهور في أواخر الستينات. طلب المخرج بولاك من جين فوندا أن تلعب دور البطلة؛ لكنها لم تحب الفكرة كثيراً، إلا أن زوجها المخرج روجيه فاديم رأى أن القصة فيها أبعاد وجودية لا بأس بها، وأصرّ أن تقوم بالدور.

في الحقيقة تُذكر جين فوندا دوماً بهذا الفيلم، كما تُذكر بفيلم “بارباريلا”.

لاقى الفيلم نجاحاً نقدياً وجماهيرياً، كما أنه الفيلم الوحيد في التاريخ الذي رُشّح لأوسكار في كل القوائم؛ ما عدا قائمة أحسن فيلم، وقد فاز بأوسكار أفضل ممثل مساعد.

 

كان هذا فيلماً آخر من الحافظة الزرقاء..

 

اعلان