Dp السر العجيب!!!

السر العجيب!!!

نفسك واحدة من رعاياك، لكنها تحاول أن تتسلط!عليك 

سوف أطلعك اليوم على سر عجيب.
من أدق أسرار التركيب الإنساني الدقيق المتشابك.
سِرٌّ ترى به الأمور في أحجامها الطبيعية.
وفي مواضعها الحقيقية.
وتعرف به ذاتك بوضوح.
وتفرق به بين من يعاديك ومن يواليك.
من القوى الكامنة بداخلك.
وترى به كيف تتفاعل تلك القوى وتتداخل.
وكيف تتشابك تأثيراتها.
وكيف تتداخل وتتقاطع مناطق نفوذها.
وتتمكن -بعد معرفته- من السموّ والتحليق في آفاق المعاني الشريفة.
التي تلحق بها بركب الصادقين.
أتدري ما هو ذلك السر؟؟
هو أنك أنت -للأسف الشديد- لست أنت!!
فهل تصدق؟؟!!
***

نعم.
أنت لست نفسك.
رغم أنك ظللت طوال الفترة الماضية من عمرك وأنت تظن أنك أنت.
ولكن الحقيقة هي أنك أنت لست أنت، وأنت لا تدري.
وإليك البيان:
***

أنت تظن أن نفسك هي أنت.
وأنها هي حقيقة ذاتك.
وأنها هي عين جوهرك وذاتيتك.
وأنها لشدة حضورها بداخلك -دون القلب والروح- تمثل حقيقتك الخالصة.
لأنها هي التي تحدثها، وتسمع لها، كلما أغمضت عينيك.
أو خلوت عن الناس وجلست وحدك.
ولأنها هي القوة القريبة الحاضرة.
التي تباشر التدبير، والنظر في الأسباب، وتحصيل المطالب الحياتية القريبة.
فقد صارت لهذا السبب مألوفة عندك جداً.
حتى صرت تتوهم أنها هي فقط حقيقة باطنك.
وأن باطنك لا يحتوي إلا على تلك القوة.
فنشأ عندك وهْمُ اتحاد ذاتك بها.
فترتب على ذلك أثر شديد الخطورة.
ألا وهو أنك تتحمل أمام نفسك مسئولية كل نزواتها وأطماعها وشرهها وحرصها.
وتتحمل تبعة كل تعلقها بالأعراض والأغراض والأهواء.
وكلما هبت عليها رياح الإثم والتدني والوسوسة امتلأ خاطرك أنت بأنك شديد السوء.
وبأنك غارق في مستنقع من الإثم والشعور بالذنب.
وربما تحوّل ذلك إلى قناعة راسخة عندك.
حتى تيأس من نفسك.
وتعتقد بأنك في الحقيقة كائن متسلط.
بعيد عن الطهر والنقاء.
وأنه لا أمل لك في أن تكون في يوم من الأيام كما كان الأكابر من الأتقياء.
وإنما نشأ كل ذلك بسبب ذلك الوهم الشديد المحيط الآسر.
الذي انغمست فيه، ولم تتأمل حقيقته.
حيث تخيلت أن نفسك هي أنت.
بل إنها هي فقط حقيقتك المريرة.
التي لا أمل لك في الخروج منها.
فكلما امْتَلَأَتْ هي بالعناد، أو بالكبر، أو الشحناء، أو الطمع الشديد في المعاصي والمخالفات، أو الانزلاق الجارف إلى البطالة والتراخي والوهن، أو التقاصر عن همم الصالحين، وعزائم الأكابر، ومقاصد الشرع الشريـ، ومس

اعلان