Dp أخاف أن أنفجر وأخسر زوجي
الرئيسية > استشارات > فضفض لنا > أخاف أن أنفجر وأخسر زوجي
أرسل استشارتك

أخاف أن أنفجر وأخسر زوجي

أنا إنسانة متفتحة جدا وتزوجت على سن 28 سنة وليّ نشاط خدمي على مستوى المحافظة مشكلتي تتلخص في زوجي.. هو شخص فقد أبوه وأمه في سن صغيرة

أنا إنسانة متفتحة جدا وتزوجت على سن 28 سنة، وليّ نشاط خدمي على مستوى المحافظة، بمعنى ليّ اجتماعيات كتير وصداقات أكتر، مشكلتي تتلخص في زوجي.. هو شخص فقد أبوه وأمه في سنتين متتاليتين في سن صغيرة، كان لم يتعدَ 40 سنة، ولديهم 7 أطفال، 5 بنات وولدين..

كان زوجي أكبر ولد فيهم، كان سنه عند الوفاة 18 سنة، وهو الذي شال حمل الأسرة وربّي إخوته وزوّج 3 بنات منهم حتى الآن، وله محلات والده تركها له، وذلك جعل الأمور تستقر ماديا، ولكن رغم كل هذا ويد الله الممدودة لنا دائما، لكن زوجي بات يخاف كل شيء وضيّق عليّ الخناق، ويقلق عليّ من أقل مشوار، وخصوصا أن الله رزقنا بطفل جميل وملفت، حتى هذا أصبح بالنسبة له مقلق..

والأصعب إنه ربي 5 بنات لكنه يكره البنات ولا يحب أن يرزق بهم، ربنا يستر لأني لو جبت بنت هتبقي كارثة؛ ماتتصوريش أنا حالتي النفسية متوترة إزاي رغم ثقافته العالية بس أفكاره رجعية، رغم حبه الشديد وخوفه عليّ بس خانقني لحد إن هناك عزاء لوفاة والدة صديقتي الوحيدة منعني لمجرد إني هاسافر ساعة بمفردي.

تاني حاجة وأكبر مشكلة وهي اللي باعاني منها أكتر، هو شخص مؤمن ويعتقد في الأعمال والحسد، كل مشكلة تحدث وتصادف وجود زائر أو أي احتفال بمناسبة في البيت ويحدث شيء بعدها تصبح مشكلة فلان أو فلانة اللي حسدنا، وقال كلام في حقنا كويس حتى خناقاتي معاه عن أي شيء يصبح السبب ليس تفكيره أو تفكيري، يصبح حسد، حتى صديقتي وعزاءها لمجرد خناقتي معاه عشان أعزّيها كانت النتيجة إنه متشائم منها لأنها سبب الخناقة وهكذا..

والأصعب إني باشتغل فخلاني أخذت أجازة بدون مرتب، برضه لخوفه عليّ إن حد يضايقني أو أتعب وأقصّر في حياتي ومع وجود طفل أصبحت الأجازة واجبة وأنا المفروض أجازتي تخلص الشهر القادم، ولا أعلم إن كان سيوافق أرجع شغلي ولا أمد الأجازة.. حتى هواياتي وحبي لتعليم سواقة العربية من كتر خوفه عليّ مش عايز يعلّمني، ومش عايزني أسوق حتى الشيء اللي بحبه مش قادرة أعمله وصديقتي مش قادرة أكون جنبها في الظروف الصعبة، لا أعلم ماذا أفعل وحتى متى أتحمل.

حتى إخواته البنتين غير المتزوجتين مضيّق عليهم الخناق جدا، لا رحلات إلا نادرا ولا خروج إلا بحساب زيادة عن اللزوم، لا أعلم ماذا أفعل وأنا إنسانة تعوّدت على الانفتاح قبل زواجي منذ سنتين، وتعوّدت على ممارسة نشاطي الخدمي الذي لا غِنى لي عنه، لأني أحبه وأشعر أن الله أصقلني بهذه الرسالة ولا أقصّر بين بيتي وخدمتي والله يعلم.. ماذا أفعل أرجوكي ساعديني؛ أخاف أن أنفجر وأخسر زوجي وحبه، وتصبح الحياة جحيم ومشاكل يومية.. ماذا أفعل وهو يلبي كل طلباتي المادية ولا يبخل عليّ بشيء، وكل هذا في إطار إنه يحبني، أليس من الحب ما قتل؟!

 

Rere

 

 

احترمت كثيرا قولك: يد الله الممدودة لنا دائما، وسعدت بها ودعوت لك من كل قلبي أن تتذكري أنك وزوجك ذلك دائما لتفوزا وطفلكما بخيري الدين والدنيا دائما.

وقرأت رسالتك عدة مرات بعقلي وقلبي معا، وتفهّمت جيدا مدى افتقادك لحياتك الاجتماعية الواسعة قبل الزواج والتي اعتدتِ عليها، خصوصا وأنت زوجة في سن 28، أي قضيت سنوات طويلة تشعرين فيها بوجودك الإنساني من خلال هذه الأنشطة، لذا تشعرين بالحرمان منها بعد الزواج.

كما أتفهم وجهة نظر زوجك الذي يحبك ويخاف عليك أيضا من كثرة الاختلاط، كما يرغب باهتمامك به كزوج وبطفلك، لذا يتحفّظ كثيرا قبل موافقته على أي أنشطة لك، والحل يكمن في خير الأمور وهو الوسط، كما أخبرنا بذلك حبيبنا ورسولنا صلوات الله وسلامه عليه.

وأتمنى أن تتذكري ضرورة اختلاف حياتك بعد الزواج، وأن تقتنعي أن استمتاعك بحب زوجك وبالأمومة يحققان لكِ إشباعا إنسانيا عاطفيا أجمل من الاستغراق في الأنشطة الاجتماعية قبل الزواج، كما أن له مكاسب دينية ودنيوية رائعة أرجو ألا تحرمي نفسك منها أبدا.

والأولى معروفة بالطبع، أما الثانية فإن سعيك لإقامة صداقة لطيفة مع زوجك وطفلك سيعود بالخير عليكم جميعا.

تذكري أهمية وضع أسرتك في أهم أولوياتك، فعملك الاجتماعي -مهما كانت أهميته- يمكن لغيرك القيام به ولو بكفاءة أقل، أما أسرتك فلن يعوضك أحد عنها ولن يعوضها أحد عن غيابك.
لذا فإن التوازن هو الحل، مع تجنب المشاحنات مع زوجك الذي ذكرت بأمانة -تحسب لك بالتأكيد- أنه يحبك ويلبّي كل طلباتك.

لذا أود أن تتفهمي خوفه عليك وتسعدي به، وأن تتوقفي عن شحن نفسك ضد زوجك، وأن تتذكري أننا جميعا بشر ولدينا عيوب، وأن تتقبلي بنفس راضية عيوب زوجك مقابل الاستمتاع بمزاياه وتحسين علاقتك به تدريجيا.

ولا شك أن طفلك الآن في عامه الأول يحتاج الى وجودك بجانبه، وأصارحك بأنني أفضّل التفرّغ لرعاية الطفل حتى يتم عامه الثاني، فهذا أفضل له نفسيا وصحيا وعاطفيا ما لم تكن هناك حاجة مادية تجبر الأم على العمل بالطبع.

وأخبرك بأنك كنت موفّقة عندما ذكرتِ تفاصيل حياة زوجك، فلا شك أنها تركت بعض الآثار السلبية عليه مثل القلق الزائد على من يحبهم، ولكنها أيضا أفادته، حيث قادته إلى النجاح في العمل واستطاع بتوفيق الرحمن بالطبع اجتياز هذه الظروف الصعبة.

وأصارحك بأن كثرة خوفه نابعة أيضا من احتكاكه الكبير بالحياة مبكرا، حيث تعرّض بالتأكيد لكثير من الأزمات بل والمِحَن، لذا أتمنى تفهّم ذلك ولا أعتقد أنه يكره إنجاب البنات بقدر ما يخاف من مسئوليتهن، ولذا فلن يكره إنجاب البنات منك، فهذه وساوس إبليس اللعين ليفسد عليك علاقتك بزوجك.
أما عن خوف من الأعمال والحسد..

فلا بد من التفرقة بينهما، فالأولى تخص السحر، ولا بد من إقناعه بهدوء تام وبأقل قدر ممكن من الكلمات، ودون أي لوم أو كلمات إدانة بأن لا وجود لهذا السحر لمن يثق بأن الخالق عز وجل هو وحده الضار والنافع، وأن عليه تذكير نفسه بذلك والتحصن بقراءة الرقية الشرعية يوميا صباحا ومساء، وهي قراءة سورة الفاتحة والإخلاص والمعوذتين وآية الكرسي وخواتيم سورة البقرة، ثم قراءة الدعاء التالي الذي علّمه لنا رسولنا الحبيب صلوات الله وسلامه عليه: “أعوذ بكلمات الله التامّة من كل شيطان وهامّة ومن كل عين لامّة”.

وبها يحمي نفسه أيضا من الحسد، وتذكري أن الحسد ذُكر في القرآن الكريم وأنه موجود بالفعل، فلا تتجادلي مع زوجك بشأنه، وذكّريه فقط بتلاوة الرُقية الشرعية ليهدأ ولتغلقي هذا الباب برفق وذكاء.
وأخبريه أنه رجل رائع وناجح وأن إبليس اللعين يحاول تكديره بزرع الخوف في حياته، وأن عليه الانتباه لذلك.

وزوجك لا يتشاءم من صديقتك بسبب مشاجرتك معه بسببها، ولكنه يتضايق لأنك اخترتِ المشاجرة معه بسببها ولم تقومي بتفضيله عليها، وهذا شعور طبيعي لأنه يحبك، وبإمكانك مساندة صديقتك عبر الهاتف عدة مرات يوميا، وعليها تفهم مسئوليتك عن زوجك وطفلك الصغير.

أخيرا بإمكانك حماية زواجك من الجحيم والمشكلات اليومية متى تذكرت أن إبليس اللعين يذكّرنا بالمفقود لينسينا شكر الموجود، وأن الشكر هو الحافظ للنعم، لذا أتمنى أن تشكري الخالق على نعمة الزوج المحب والطفل المميز، بارك لك ربي فيهما، والاستمتاع بذلك لتتمكني من التوصل إلى قدر أكبر من التوازن بين أنشطتك وزواجك..

مع ضرورة الانتباه إلى أنك لن تعودي إلى حياتك السابقة قبل الزواج، فلكل مرحلة ما يناسبها من الاهتمامات وإن حسن رعايتك لأسرتك له الثواب الأعظم وبه تحققين ذاتك ونجاحك الحقيقي في الحياة، وبإمكانك إقناع زوجك تدريجيا بتخصيص بضع ساعات ولو مرتين أسبوعيا لأنشطة اجتماعية بعد أن يكبر ابنك، وأثق في ذكائك الذي سيجعلك تحسنين إدارة حياتك وزواجك بنجاح رائع، أدعو لك به من كل قلبي وأرجو قراءة هذا الرد كثيرا، وكلما حرّضك إبليس على زوجك لتنتصري عليه وتسحقي محاولاته لإفشال زواجك.. وفقك ربي وأسعدك.

 

لو عايز تفضفض لنا دوس هنا

 

اعلان