Dp د. أحمد خالد توفيق يكتب.. الهول (الأخيرة)
الرئيسية > ثقافة > ثقافة وأدب > د. أحمد خالد توفيق يكتب.. الهول (الأخيرة)

د. أحمد خالد توفيق يكتب.. الهول (الأخيرة)

الاستنتاج الذي لن يجرؤ أحد على التصريح به هو أن الأشلاء غادرت الثلاجة بنفسها.. لن يكتب أحد هذا في التقرير، لكن الكل سوف يتذكره


هكذا مشيت إلى تلك المقبرة في وادي الملوك (رسوم: فواز)

توملل دجملا.. لوهلل دجملا..
 
ـ “هبني الهول… هبني الهول!”
انتهيت من تمزيق الكائن الأرضي فغادرت المكان.. لقد كررت تقريبًا ما حدث مع مختار من قبل.

كنت آمل دومًا أن أجد آخرين من جانب النجوم يتنكرون في مظهر أرضي ويحاولون نشر الهول كما أفعل أنا.. كنت آمل أن أتحالف معهم وبهذا نخلق عاصفة من الهول تجتاح مصر.. هذا هو التجديد الحق.. ولسوف أكون زعيم الهول هنا. كنت أعرف أنهم لو وُجدوا فلسوف يكونون من صيرورة أخرى، ولسوف يكون من الصعب أن أعرفهم ما لم ألقهم شخصيًا.. نحن لا نعرف خطط من هم من صيرورة أخرى، ولا نعرف من هم ولا كيف يبدون.. الأمر يختلف عن مفهوم الزمالة كما يفهمه الأرضيون..

جرّبت البحث عنهم في صورة الصحفية ناهد.. لكني لم أجد أحدًا من جانب النجوم. كلهم أرضيون جدًا..
وفي كل مرة أضطر لتدمير الكائن؛ لأنه عرف أكثر من اللازم..

لقد حان وقت الرحيل.. يجب أن أترك هذا البلد.. إن فيه من الوحوش الآدمية ما يفوق الآتين من جانب النجوم مثلي، وليس لمثلي الكثير مما يقوم به.. مجرد ألعاب صبيانية من تحريك الجثث والمومياوات.. لكني لن أحقق الحلم الثوري الذي تمنيت تحقيقه..

هكذا مشيت إلى تلك المقبرة في وادي الملوك.. أبحث عن الفتحة التي أعبر منها. سوف أبحث عن فتحة أخرى في بلد آخر.. بلد يحتاج إلى إبداعاتي ومحاولاتي، بدلاً من هذا البلد المكتفي ذاتيًا..

ـ “أنا ساحال.. هبني الهول يا سيد الصيرورة..”
توملل دجملا.. لوهلل دجملا..

                                                                                                                               تمّت

 

اعلان